السبت، ٢٦ مايو ٢٠٠٧

إلي اين تأخذنا هذه الدنيا ؟
كان يوما من ايام العمل المعتاد وخرجت من عملى مرهقا بفعل تكاثف وتصاعد وتيرة العمل وكالعادة استقليت الميكروباص من مقر عملى فى المهندسين الى محطة الاسعاف حيث استقل مواصلة اخرى الى منزلى ، وقفت كثيرا فى محطة الاسعاف حتى جاء المينى باص الذى سيقلنى الى منزلى حيث اننى كنت احلم بالنوم كحلم العطشان بالماء فى قيظ الصحراء ، لحسن حظى كان المينى باص خاويا الا من بعض الركاب فاخترت لنفسي مكانا مميزا بجوار الشباك حتى اخلد للنوم حيث اننى من هواة النوم فى المواصلات بشكل غريب ، ومضي بنا المينى باص فى طريقه الى المنزل وكنت لا اشغل بالى الى اين وصل لان محطتى هى اخر الخط ،
وغفوت فى النوم خاصة بعد ان لفحنى الهواء الساخن بفعل الحر فى وجهى فاستسلمت للنوم وفجأة استيقظت مفزوعا على حالة هرج فى قلب المينيى باص وامرأة تقول لا حول ولا قوة الا بالله فتصورت ان هناك احدا تحت عجلات المينى باص الا اننى نظرت فى اتجاه ما ينظر اليه الناس ورأيت منظرا جعلنى اصاب بشبه سكتة بل قل شلل بل قل ماشئت ، فتاة جميلة فى ريعان الشباب تقريبا فى السن الجامعى ترتدى ملابس فاخرة وتحمل فى يديها الكتب الجامعية الى هنا وكل هذا عادى .
الغير عادى يا اخوانى ان هذه الفتاة كانت متجردة تماما من ملابسها السفلى واقول " تماما" وتمشي فى الشارع هكذا وتسب المارة وكان صوتها عاليا وكانت يبدو انها غير خجولة من تلك الحالة ، اقسم اننى لا امزح فما حدث حقيقة لدرجة ان الراكب الذى كان الى جوارى اخذ يضرب كفا على كف حتى كاد ان يغشي عليه من هول الصدمة ، فتاة شيك جدا جميلة تحمل الكتب الجامعية ومن الاســفل " عارية تماما " كما ولدتها امها .
لا اعلم اصابتنى حالة من الرعب والصدمة والحزن وودت لو سارعت الى سترها ولكن حالتها كانت لا تسمح لاحد بالاقتراب منها مطلقا ، وسألت نفسي ما الذى اوصلها الى تلك الحالة ، فقد كنا قديما نرى المجاذيب شخصيات رثة الثياب قذرة ومن العادى ان تاتى منها تلك الافعال اما هذه الفتاة فمظهرها العلوى يوحى بانها بنت ناس ، وطبعا مابين متابع للفتاة حتى كاد يخرج نصف جسمه من المينى باص وبين من اخذ يمصمص شفاه وبين من اخذ يتمم ببعض الكلمات عن ضياع الاخلاق ومن قال دى اكيد معمول لها سحر او مريضة نفسيا .
وجدت نفسي وسط هؤلاء مشفقا عليها ودعوت الله ان يستر كل فتيات ونساء امتى الاسلامية وان لا يرينى مكروها او فضيحة فى احداهن .
اللهم الطف بنا يا ارحم الراحمين .

هناك ٤ تعليقات:

غير معرف يقول...

اسلوب رائع فى الكتابة وفى وصف الاحداث ، ويا لها من ماساة ومصيبة تحزن لها القلوب وترتجف وتقشعر لها الاجساد ، شفاها الله وعفاها وسترها وستر جميع بنات المسلمين فى الدنيا والاخرة .. لا نملك الا الدعاء . اللهم استرنا جميعا .
ام ادهم

غير معرف يقول...

انها حقاً لواقعة مؤسفة ولكن مايدعوني إلى الاسف الاكبر هو وقوف الناس حولها ينظرون اليها .. فقد بامكانهم أن يلتفوا حولها ويحاولوا سترها .. ولكن لا عجب فهذا هو حالنا..
شيماء نور

غير معرف يقول...

يا سبحان الله والله لقد رأيت نفس المشهد بأم عيني ولكن في المشهد الثاني وهي الفتاه صاحبة الثياب الرثة.

اللهم استر بنات ونساء المسلمين

أبو كريم

شماعة يقول...

وماله يعم إسلام ويجوا في الآخر يقولوا ازدياد حالات الاغتصاب، مهو الشباب معذورين من اللي بيشوفوه،هم اللي بيعملوا في نفسهم كده. يخربتهم